• ٢٣ تموز/يوليو ٢٠٢٤ | ١٦ محرم ١٤٤٦ هـ
البلاغ

هل ستتحقق الغاية من حكومة الاغلبية السياسية؟

محمود الربيعي

هل ستتحقق الغاية من حكومة الاغلبية السياسية؟

نريد حكومة كفاءات لاحكومة سياسيين

ونطالب بحكومة كفاءة.. لاشراكة، ولاتوافق ولاهم يحزنون

أيمكن أن يجتمع السُرّاق والمجرمون والفاسدون والمؤمنون في مجموعة مؤتلفة ومنسجمة؟ كلا ثم كلا ثم كلا

إن على الكتل أن تحذر الدعوات المخادعة التي تركب على أكتاف السياسيين الضِعاف

يبدو أن مفهوم حكومة الأغلبية السياسية التي طالب بها السيد رئيس الوزراء وحاول أن يغرسه في نفوس المواطنين ونفوس النخبة يتعرض الآن الى السرقة والإنتزاع.

فالحكومة برئيسها الحالي تواجهه دسائس كتل وأحزاب خطيرة في تركيبها العقائدي والفكري والسلوكي.. والقسم الأغلب منها  ترشح عن تركة النظام السابق الذي تميز بفساده وقسوته وطائفيته وعنصريته وبما خرج عن المألوف، ذلك النظام الذي قتل الآلآف من أبناء الشعب بالشكل الذي لايُصَدَّق، وانتهى به الأمر الى السقوط رغم محاولات الجُهّال الذين كانوا ولايزالون يحكمون أرض الخليج ويتآمرون لإسقاط المشروع الوطني.

واليوم تشهد الساحة السياسية العراقية حالة شَرِهة لامثيل لها تُذَكِّرنا بإجتماع السقيفة التي خُطِطَ لها تفصيل مواصفات لرئيس حكومة يأتي منها على غير إرادة شعبية بل إرادة كُتَل وأحزاب تمسَّحَتْ برداء الدين والمذهب والوطنية في تحالف غريب لايعبر عن ضمير أو منطق أوعقلانية، فرئيس الحكومة الحالي يواجه كتل تريد المحاصصة والتوافق وتريد الشراكة وهي مُسَمَّيات فاشلة لمرحلة فاشلة لايمكنها أن تستمر.

ونحن نقول:

أين مكان البحث عن الكفاءة في إدارة الدولة مقابل هذا التنازع؟

وأي رئيس جديد يرضى لنفسه العبث بأمن البلاد وتدميرها ويقف متفرجاً.

وأيُّهذا الذي يرضى على الأفعال السيئة للدول المجاورة التي أضرت بمقدرات شعبنا وثرواته؟

وأيُّ رئيس يقبل بمرشحين للوزارات ليضعوا العصي في عجلة السلطة التنفيذية؟

وأي رئيس حكومة يرضى بكل هذا الكيل من التهجم والتجريح من رفاق دربه؟

 لقد أضحى كل من التحالف والإئتلاف وللأسف تخالفاً لايجديان نفعاً بعد أن حل التخاصم والتدابر محل الوئام والإنسجام؟ وكما يبدو أن مواصفات رئيس الحكومة الجديد عليه أن يسكت على مايحدث من قتل وتدمير مستمر ليرضى عنه أهل الشراكة والتوافق.

لقد كَشَفَت الأحداث على مدى أربعة سنوات عن حقيقة نوايا وتصرفات رؤساء الكتل  وأقطابها وهي تتعامل كخصوم بعد أن كانوا يدَّعون الإيمان والجهاد..  لقد خَبِرْناهم كيف يوزعون المناصب على أبناء عوائلهم وعشائرهم بعد السقوط مع حرمان أبناء الشعب من حقوقه المشروعة، وتَيَقَّنْا أن الأحزاب وضمنها الإسلامية كانت مَعْبَراً تَعْبُرُهُ قيادات هذه الأحزاب للوصول الى السلطة والمنصب والمال. (وهؤلاء لايمثلون عَلِّياً) فكم وكم حكم رجال بإسم الدين وبإسم الولاء لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) لكنهم كانوا متاجرون بإمتياز.

إن بعض الانتهازيين اليوم يحاولوا أن يشوهوا معنى الأغلبية السياسية إذ يتعرض هذا المفهوم الى السرقة والتحريف لإزاحة المستحق الأكبر والنيل من خيار الجماهير.

لقد كان هدف التغيير الذي طالبت به الجماهير وسعى إليه أبناء الشعب هو نيل العدل في المواطنة والإنصاف في الحقوق لا الحصول على المغانم والسلطة وكانت حاجتهم المنشودة الى وزراء أمناء أكفاء لا الى وزارات قومية وطائفية.

إن الشعب يحتاج اليوم أكثر من ذي قبل الى:

أولاً: وزارات أمنية منسجمة تعمل على تسليح الجيش والشرطة بشكل متطور يستوعب متطلبات الحاجة في مواجهتها للإرهاب.

ثانياً: نظام أمني وإستخباراتي ناجح وجديد يتسم بروح التجديد.

ثالثاً: وزارات مهنية تقضي على حالات الإخفاق وتُخَلِّصه من الفساد الإداري والوظيفي في أجهزة الدولة.

رابعاً: وزارات تُعيد لنا الولاء للوطن والشعب.

خامساً: نكران الذات وتجديد العلاقات الدولية ورسم خارطة جديدة للطريق.

سادساً: تظافر الجهود والعمل المشترك الذي يَتَذَكَّر معاناة الماضي ولاينسى مامرَّ به من الويلات والنكبات.

سابعاً: التطلع الى مستقبل آمن زاهر خالٍ من الطمع يرتكز فيه على المؤازرة والأخوة.

وكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.

 

ارسال التعليق

Top